سويعد سلامة ابو غليون

ولد الحاج سويعد في منتصف القرن التاسع عشر على الارجح ، حيث نشأ وترعرع في كنف والده واصبح فارسا لا يشق له غبار ، وعندما استنجد الحويطات بعربان السبع اثناء حرابتهم مع المجاليه والحجايا وبني عطية (1)  كان سويعد من ضمن الجراوين الذين هبوا لنجدتهم ، وفي الليله التي سبقت المعركة واثناء قيام الحويطات بتقديم واجب الضيافة لابناء عشائر بئر السبع تقدم الشيخ عرار بن جازي ورفع فنجان قهوه وقال على مسمع الجميع هذا فنجان مصلح وهو فارس من خصومهم وله مهابه  وقد زاده الله بسطة في الجسم وكان ذا شوارب طويله يلفها في عقاله ، وفي هذا الموقف تقدم رباع ابو عويضه من عرب الجراوين واخذ الفنجان وشربه ، وهذ يعني في عرف البدو ان من يشرب الفنجان هو اول من يقوم في مبارزة الشخص المعني .

     وفي المعركة استطاع رباع قتل مصلح والمؤسف ان هناك روايات متعدده حول من قتل مصلح اذ يذكر البعض ان الهترسي من العزازمة هو من قتله وكذلك ادعى عيد بن ربيعة هو من قتله وكذلك ادعى نصار ابو شمعول هو من قتله وكذلك ادعى جدوع ابو وضحا الصوفي انه هو من قتله الا ان جميع الروايات التي سمعتها انا ان رباع هو من قتله وهذا ما ينسجم مع المنطق لان من شرب الفنجان هو من قتله ، ومما يجدر ذكره ان سويعد تزوج بنتا من الجازي الحويطات يقال لها ذيبة وهي بالمناسبة عمة جارد عرسان الجازي زميل مدون هذه السطور في قيادة البادية الاردنية .

      وتذكر الروايات ان سردية خيالة من ابناء احدى القبائل المجاورة (2)  قتلت غيلة فارس من الجراوين يسمى ابو هندا وعلى اثر ذلك تعقب سويعد ومعه سردية خيالة من الجراوين القتله وتمكنوا من قتلهم وكان ذلك يوم عيد الاضحى ( 3) وعندما عادوا الى مضاربهم واخبروا بانهم اخذوا بالثأر خرجت سيده (4) من بيت العزاء وكانت نائحه ومكشوفة الرأس وقامت بازغاريت ابتهاجا بأخذ ثأر والدها ، اما ما كان من اهل القتله ان اخذوا برؤسهم والقوها امام الوالي التركي في غزة وقالوا له الناس تضحي على ذبائح وسويعد ابو غليون يضحي على رجال وعلى اثر ذلك اصبح سويعد مطلوبا لمحكمة الجنايات في تركيا وبقي متشردا عنهم حتى توفاه الله في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي .

من مذكرات / عطية علي ابو غليون