الشيخ سلامة بن علي بن سلمان أبوغليون

عاش المرحوم الشيخ سلامة بن علي بن سلمان أبوغليون في الفترة الواقعة بين 1830م – 1905م، وكان له أخٌ من أمه وأبيه، هو المرحوم عويضة، ويصغره سناً، وهو لا يقل عنه مروئة، كان يؤازره في الضائقات ويشد من عزيمته في النائبات، إذ سيفه المسلول دائما يخشاه الأعداء في الوقت الذي عاشا فيه، حيث تلك الأيام صعبة لما تمثله حياة البدو من غزو وحروب، و كان رحمة الله ذكياً، ولا يتردد في الكلام، وكان ثرياً يمتلك (طروشاً) من الإبل وأغناماً كثيرة، و كان دخله يعتمد عليها إضافة لمردود ناتج الأراضي التي كان يمتلكها في جنوب فلسطين، و كان سخياً في العطاء وإكرام الضيف، وكان بيته لا يخلو من الضيوف لا ليلاً ولا نهاراً، ويذكر أنه كان رجلاً طيباً تقياً كريماً سخياً مشهوراً بالصلاح، والسعي الطيب وإصلاح ذات البين، ومن الدلالة على كرمه أنه في إحدى سنوات القحط والجفاف جهزّ اربعة وعشرين جملاً لإحضار الحبوب من مصر لإطعام ربعه وضيوفه وفيه قال الشاعر: البدوي المسمى بالدن والذي رأى العجب في اكرام الضيوف مع كثره توافدهم واعدادهم:

بيت أبو غليـــــــــــــــــــــــون للضيف لمام لم الســبل بالجرن يا حاصدينه

وادخل على الله من مسبة الجراوين كم منسف بسنين الغلا جارينه ( )

 

 في عام 1885م زار رؤوف باشا الوالي التركي مدينة بئر السبع فالتقاه المرحوم سلامة أبوغليون، وقدم إليه طلب فصل الجراوين عن الترابين، وإنهاء الحلف الذي كان بينهم، فتم ذلك بموافقة الوالي التركي رؤوف باشا (   )، لما كبر المرحوم سلامة أبوغليون وأصبح يتقاعس عن تأدية بعض الواجبات فكر جاداً في تأدية فريضة الحج، وفعلا أدّى الفريضة وعاد يمارس أعماله شيخاً وحيداً للجراوين، ومن ضمن ما قام به من أعمال محموده أن قام بتأدية الأموال المطلوبة للحكومة العثمانية، من ضرائب وغرامات، كانت مستحقة على العشائر في جنوب فلسطين، منها عدم إشتراك أبناء العشائر في حرب اليمن، وعدم ترحيل عشائر كان من المقرر ترحيلهم من قبل الحكومة لمخالفتهم شروط إتفاقيات الصلح، التي أجرتها الحكومة بين العشائر وكل ذلك من ماله الخاص، وقام بأعمال إنسانية كثيرة يستحق الثناء والترحم عليه.

وعلى اثر الحروب والغزوات التي حصلت بين القبائل قامت الحكومة العثمانية بأجراء صلح تضمن تحريم الإقتتال والغزو والنهب بينهم، ومن يرتكب عكس ذلك تقوم الحكومة بإبعاده من فلسطين ووافق قتل إثنان من عشائر العزازمة، واتُّهم الترابين بمقتلهما، فاتخذت الدولة العثمانية قراراً بترحيل الترابين إلى سيناء، عندها تمكن المرحوم الشيخ سلامة أبوغليون من إقناع الوالي بعدم ترحيلهم، والاستعاضة بغرامة مالية كبيرة دفعها أبوغليون( ) وهذه الرواية قالها الكثير من المسنين.

وعندما طلب الوالي التركي أخذ أبناء البدو وإرسالهم للحرب في الجبهات المختلفة، وخاصه أوروبا (السفر برلك) إتفق الشيخ سلامة أبوغليون مع شيخ العزة، وكان صديقاً للوالي على مرور ضعن رحيل من البدو أمام الوالي أثناء جلوسه مع صديقه الشيخ العزة، حيث قال الشيخ العزة للوالي أنظر إلى البدو الرحل هم ونسائهم وأطفالهم على الجمال، لا يمكن يا باشا إجبارهم بأخذ أبنائهم للحرب بالقوة، وأرى أن يُكتفى بدفعهم فدية مالية فوافق الوالي، وقال كلمة غير لائقة (خاب من جيشه عرب)، وعلى ضوء ذلك قام الشيخ سلامة بدفع فدية مالية كبيرة بالإضافة لناقته الحلوب وحوارها للوالي مقابل هذا الاعفاء، وقد شمل هذا العفو جميع أبناء بدو فلسطين قاطبة، وقد أمتدحه شعراء كُثر ومن أشهرهم (الدن) وغيره ( ).

 

[1]    عشائر الجراوين أنسابهم وتراثهم

، محمد علي أبو غليون ، صفحة 32 ، (المكتبة الوطنية ، رقم الايداع 3724،12،2007 رقم

التصنيف 929،2 )

[1]    ” تاريخ بير السبع

وقبائلها ” ، عارف العارف ، صفحة 93 ( مكتبة مدبولي ، القاهرة ، 1999 ، صورة عن

الصفحة في باب الوثائق والمستندات ) .

[1]     عشائر الجراوين ، انسابهم وتراثهم ، محمد علي أبو غليون ، صفحة 41 ،

(المكتبة الوطنية رقم الايداع 3724،12،2007 رقم التصنيف 929،2 ) { ذكرت الرواية

مأخوذه عن الشيخ عيد قاسم منصور أبو صعيليك رحمه الله شيخ عشيرة أبو صعيليك (

الغرامة التي فرضتها تركيا على الترابين عندما اشتكى عليهم العزازمة ، وفرضت تركيا

على الترابين غرامة مقدارها الف جنيه من الذهب بعدما طردتهم من اراضيهم إلى سيناء

وقد دفعها الشيخ سلامة أبو غليون ) صورة عن الصفحة في باب الوثائق والمستندات }.

[1]    ورد في كتاب ،  عشائر الجراوين انسابهم وتراثهم ، محمد علي أبو

غليون ، صفحة 241 ، (المكتبة الوطنية ، رقم الايداع 3724،12،2007 رقم التصنيف

929،2 (صورة عن الصفحة في باب الوثائق والمستندات )) ان شاعر يسمى الرميلي

كان رث الثياب حل ضيفاًعلى ( ……) وتصادف حضوره مع ضيوف آخرين وعند مدِّ السفرة

تقدم الرميلي مع الضيوف لتناول الطعام فمنعه المعزب ( …….) وأمسك له المسحانة

فغضب الرميلي، وغادر وذهب إلى ان وصل بيت الشيخ حسن أبو جابر، وكان عنده مناسبة

فرح، فقال الشيخ أبو جابر قوم يا ارميلي للبدع قال الرميلي لا أقوم إلا مكفول فقال

الشيخ أبو جابر: قم فأنت بوجهي ، فقام الرميلي وانشد الاتي:

      ســــــت بيوت مبنيات هيل الكرم والاحســــــــــــــان

     اولهن بيــــــت أبو جابر اللي في الحســــــــــــــــــــــي مكأنه

والثــــاني بيــــــــــت أبو غليون ان قلنا الحــــــــــــــق والامـــــأنه

     والثـــالث بيــــــــــت أبو اربيعة ســـــوى للفرعة ربأنه

والرابــع بيــــــــــت ابن جرمي والخامـــــــس بيـت أبو زأنه

والســــــــــــــــــادس بيـــــــــــت ( ………) يقصـــــــــوا ذيــله وخصيأنه

ان وده اولاد مـــــــــــــــــــــا يذوقوا الزاد بيغدي ضــيفه بمسحأنه

     اما الوحيدي لما يركب للضيفه بيركب بجـــــبه وخيزرأنه