الحاج حسين سويعد سلامة أبو غليون

بقلم:  إبنه علي حسين سويعد أبو غليون 11/4/2017

بداية لقد عاصرت والدي الحاج حسين سويعد، فتره من الزمن ليست بالقليلة حيث سمعت منه أحداث وروايات وقصص كثيرة، كنت شاهداً على جزء منها،  إذ شارفت على السبعين من عمري، ولد والدي الحاج حسين في العهد التركي نحو 1904م، وذلك في خربة أبو غليون، إذ نشأ وترعرع فيها، وقد عاصر والده الحاج سويعد أبو غليون ردحاً من الزمن، تعلم منه العادات والتقاليد العشائرية، وفي عام 1942م، قام بتأدية فريضة الحج إلى الديار المقدسة على الجمال في رحلة دينية استغرقت ثلاثة أشهر، ابتدأت من اليوم الثالث لعيد الفطر السعيد، وكان ممن رافقه الحاج حمدان سالم أبو غليون، والحاج مسلم حميدان أبو غليون، وغيرهم . 

 

كان والدي يملك أراضي كثيرة في أماكن عديدة من بئر السبع، وأشهر أملاكه سد زرعه بالأشجار المثمرة، اندثرت كلها بعد الهجرة، وبقي شاهد على معلمها أشجار تين، وقد زرت المنطقة وأكلت من ثمرها قبل عشرين سنة.

 

وأذكر في حادثه تدل على المروءة والشجاعة، أنه على أثر تعرض عرب أبو غليون، لهجوم من قبل بعض العشائر الذين أصبحوا تحت الحكم المصري، إذ بسبب اتهام عرب الجراوين لأنهم ثبتوا في أرضهم بالخيانة ، قامت بعض العشائر المعادية، وبدعم من الحكومة المصرية، مستغلين مصادرة أسلحة العشيرة، بالهجوم ليلاً، حيث استشهد بعض أفراد العشيرة، منهم الحاج رفيع أبو غليون، وحسن معيوف أبو غنيم، ومسلم أبو راضي، ( شقيق المختار جمعة )، وعلى أثر تعقب المهاجمين من قبل سالم جابر أبو غليون،  ببندقية كان قد خبأها، استطاع المهاجمون  عمل طوق عليه، واخذه أسيراً، ولكن من حسن الحظ  صادف مرور مهربين مسلحين، حيث أخذ المهربون سالم جابر عنوة من المهاجمين، وفي هذه الأثناء ظنت العشيرة أن سالم جابر قد قتل، وعملوا له مأتم وأثناء ذلك أطلق المهربون سراح سالم جابر، حيث عاد إلى أهله وتفاجؤوا  بعودته سالماً، وكان ذلك أثناء مراسم العزاء، وعلى أثر هذه الأحداث، حضر الشيخ قاسم أبو صعيليك، مهنئاً بسلامة سالم جابر، حيث قام والدي الحاج حسين أبو غليون، بعمل وليمة عشاء تكريماً للشيخ قاسم أبو صعيليك، وفي أثناء قيام الشيخ قاسم بوضع بندقيته جانباً إنزلقت على الأرض، وخرجت منها رصاصة أصابت أخي يوسف توفي بسببها على الفور، الأمر الذي دعا والدي لكتمان خبر الوفاه عن الضيوف، حتى يقدم لهم العشاء لهم، وقد عاتب الشيخ قاسم والدي على هذا الفعل كثيراً.

 وبعد الهجرة إلى الأردن، وترك الوطن عمل والدي الحاج حسين بالتجاره العامة، في مناطق واسعة من الأردن، ومن ثم بعد أن كبر أولاده تفرغ لإصلاح ذات البين وحل المشكلات والخلافات التي كانت تحدث بين أبناء العشيرة وغيرهم، وقد أسهم بتأسيس مسجد قرية النزهة ( حيث سجلت أرض المسجد باسمه فترة ثم نقلها لوزارة الاوقاف )، كما أسهم في تأسيس مدرسة الذكور والاناث، من خلال مشروع شراء الأرض التي أقيمت عليها المدرستان، وقد توفي والدي في عام 1989م، رحمه الله .