الحاج محمود حماد عويضة أبو غليون
بقلم أنور سعود عبد الكريم محمود أبو غليون
ولد في الربع الأخير من القرن التاسع عشر؛ أي في عام 1881م، وذلك في ديرة بئر السبع العزيزة لرجل معروف في قومة إسماً ورسماً، ويذكر أن والده الحاج حماد أبو غليون، عمل ستة أعوام مقاولاً مسؤولاً عن جلب العمال في المشروع التاريخي العظيم ( حفر قناة السويس ) عام 1868م.
كان رحمه الله اقطاعياً عصامياً، قبل أن يكون عظامياً بحق وحقيقه؛ إذ يمتلك غريزة التدبير وعقلية الإستثمار، وكان ولعه الأكبر في زيادة ملكيته للأرض يوماً بعد يوم، حتى صارت أراضيه مترامية الأطراف وموزعة في أكثر من منطقة، بل أنه فاق أباه في الثراء وقدرته في تملك الارض، وقيل أن موظف في بلدية السبع ، دائرة الأراضي ذكر أن إسم الحاج محمود يكاد يمر ذكره يومياً في معاملات الدائرة.
ولقد أخبرني الحاج ابراهيم سليمان أبو غليون، في مقابلة خاصه معه في صيف عام 2007م، صاحب كتاب رجال في ذاكرة القضية الفلسطينية ( سيرة حياة الشيخ الحاج سليمان أبو غليون 1884 – 1955 ) أن أباه شيخ مشايخ الجراوين أعلمه ” أن أكبر ملاكي الأرض وأكثرهم ثراء في قضاء بئر السبع قاطبة غير الحاج الشيخ سليمان أبو غليون ( الراوي نفسه ) هما الحاج محمود حماد أبو غليون والحاج محمود أبو ستة “.
عمل في أرض الحاج محمود فلاحون وبدو كُثر، حيث كانوا يحرثون ويبذرون ويحصدون مقابل جزء من الغلة قد يصل إلى النصف، ولكن في معظم الحالات بالربع، ومن هنا جاءت تسميتهم في ذلك الزمان بالمرابعية، وكان يُعمد إلى تخزين الزائد من الحنطه في الآبار لأوقات القحط والجدب، حيث يزيد سعرها، ويقوم بعد بيعها بشراء أراضٍ جديده، وكان مولعاً بشراء الأرض حتى أنه اشترى قطعة ارض بعد مغادرته لأرضه في منطقة الظاهرية أي في عام 1951م.
تزوج رحمه الله اربع مرات واولاده من البنين عودة، عبد ربه، عبد الكريم ( أبو سعود )، عبد القادر ( أبو علي )، فرحان ( أبو سليمان )، فريح ( أبو خالد ) وعرف عن الحاج محمود الحنكه والحكمة والنباهه وهو من أهل الرأي والحل والعقد، ويجري بين الناس بالنصيحة والاصلاح ومحاسن الفعائل وسمو الاخلاق، ويُعد بين الناس الذين عاصروه وحضروه مكسباً، وسماع كلامه مغنماً، وعلاوة على ذلك جوده وكرمه، إذ كان مقصداً لفقراء المال والرأي، يساعد من يقصده من المعوزين بإقراضهم أو التصدق عليهم وقد ( ذكر له أحداث في رجال ومواقف على الموقع ) و كما قال الشاعر:
المرء يعرف في الأنام بفعله وفعائل الحرّ الكريم كأصله
عرف الحاج محمود بإيمأنه وصلته بربه، وحرصه على أداء الفروض والعبادات، كان بدوياً صرفاً في كل شئ، يركب الخيل فارساً، ورميته لا تخطأ ، يحب البادية ويعشق أرضه، إذ لم يتخيل يوماً أنه سيخرج منها، وعندما أخرج مكرهاً ومجبراً كان آخر الخارجين، وكان يترقب العوده في أي لحظه، إذ كان يعتقد أن الخروج اضطراري ومؤقت، وبقي ينتظر العودة، إلى ان انتقل إلى جوار ربه في 8/12/1957م، في الشونة الجنوبية من غور الأردن حيث دفن هناك رحمه الله.
كانت وحدة قياس المساحة في بئر السبع في بداية القرن العشرين هي (المعناه) وتعادل 40 متراً × 40 متراً، أي 1600 متر مربع، وقد احصى أبناء الحاج محمود السندات المتعلقة بالأراضي التي كان يملكها إذ كانت المساحات الموثقة اكثر من 12000 معناه اي أكثر من 18000 دونم، وأن أكبرها مساحة قطعة واحده فقط في منطقة أم دمس قرب مخفر العمارة جنوبا 1600 معناه، ونذكر تاليا بعض الأماكن التي يمتلك الحاج محمود فيها أراضي ( الرحيّبة ، أم قاصومة “ثلاث قطع ” ، مزارع السعدي ، البياضه “ست موارس” ، مزرع الحوله ، مزرع السليميات ، مزرع النعم ، مزرع أبو مساعد ، مزرع وادي أبو مساعد ، مزرع سويلمه ، مزرع أم قظابه ، مزرع الخسيف ، مزرع خربة الفار ، مزرع ام دمس “اربع قطع ” ، شراكة نبع بئر الحولة ، مزارع المعلقة ، ولا يتسع المقال لذكر تفاصيل مستندات الاراضي التي كان يملكها الحاج محمود ( مساحات واسماء مجاوريه من الجهات الاربع ).