المختار سلمان حامد أبوغليون

ولد الحاج سلمان حامد محمد أبوغليون ( )  عام  1910 ببادية بئر السبع، توفي والداه وهو صغير، فنشأ في كنف أعمامه، لاكته ظروف اليتم واكتوى بنيرأنها، لكنها بدل أن تصهره صقلت معدنه، وصنعت منه داهية عشائري، عزّ له النظير، فقد كان رحمه الله يفد على الشيوخ والمسؤولين وهو ندٌّ لهم، وكانت له علاقات واسعة، واحترام منقطع النظير عند عدد من مشايخ ووجهاء العشائر في بادية بئر السبع و بادية الأردن أمثال : الشيخ نايف حديثة الخريشا، والشيخ تركي حيدر الزبن، والشيخ سعود

القاضي، وكانت له علاقة مميزة جدا مع السيد محمد عضوب الزبن وغيرهم الكثير.

وبعد الهجرة إلى الأردن سكن مع عدد من أبناء العشيرة في منطقة غور الأردن-مخيم الروضة، وهناك ونظراً لنشاطه الخدمي، وموقعه في نفوس أبناء عشيرته، تم تسميته عضواً للجنة الاستشارية للخدمات العامة في مخيم الروضة، وبدأ مشواراً من المطالبات بتحسين واقع المخيم؛ فبدأ المراسلات مع الجهات المختصة، لفتح المدراس في المخيم إيماناً منه بضرورة بناء الأجيال، وكان من أول المطالبين بنقل مركز تسليم المؤن للاجئين إلى داخل المخيم، للتسهيل على سكان المخيم ولتوفير عناء التنقل في ذلك الوقت.

 

 

ونظرا لتنقل أبناء العشيرة في ذلك الوقت طلباً للرزق، فقد كانوا ينزلون صيفاً في الموقر يزرعون الشعير والحنطة ، ليكسبوا قوتهم ثم يعودون شتاءً إلى بيوتهم في الروضة، ثم بعد عام 1968م، استقروا في الموقر وانتهى هذا الترحال، لكن مدير ناحية الموقر، في ذلك الوقت كان يطالبهم بدفع ضريبة شخصية لصالح المجلس القروي في الموقر، ولما رأى (سلمان رحمه الله ) ما في ذلك من المشقة والعناء عليه، وعلى أبناء عشيرته، انبرى ينافح عنهم المجلس القروي، والمحافظ حتى وصل الأمر إلى مخاطبة وزير الداخلية آنذاك لرفع الضريبة الشخصية عن أبناء العشيرة، كونهم لا يزالون معظمهم  يعيشون حياة الترحال، ولا يستفيدون من الخدمات المقدمة من مجلس قروي الموقر، ولضيق ذات اليد ستشكل هذه الضريبة عبئاً إضافياً ثقيلاً عليهم. وفي عام 1971م، نظراً لنشاطه في المطالبة بحقوق أبناء عشيرته، ولمكانته الطيبة في نفوسهم، قرر السيد ثروت التلهوني محافظ العاصمة آنذاك تسميته مختارا لفرع الحمدات من عشيرة أبوغليون، وهو المنصب الذي قام به خير قيام، فقد كانت محافظة العاصمة تطلب مساعدته في تنظيم كشوفات بأسماء أبناء العشيرة لإعداد جداول الناخبين، ونظراً لمكانته بين أبناء عشيرته ولأنه ممثلهم فقد كانت تصله الدعوات لمختلف المؤتمرات الشعبية مثل مجلس الأتحاد الوطني الأردني العربي، والرسمية كإفتتاح جلسات مجلس الأمة.

 في بداية السبعينات بدأ قسم من أبناء العشيرة بالسكن في منطقة النزهة، وتأسيس قرية النزهة التي كانت في ذلك الوقت تفتقر إلى كثير من الخدمات الأساسية، فلا تعليم ولا طرق ولا أنارة ولاصحة، ولم يتوان رحمه الله عن المطالبة بحقوق أبناء عشيرته من سكان هذه القرية في الخدمات الأساسية، فقد كان دائما يطالب أمانة عمان بفتح الشوارع وإنارتها، وقد قام رحمه الله وبجهد فردي خالص وبناءً على علاقته المتميزة مع السيد محمد عضوب الزبن اثناء توليه منصب وزارة الصحة بإيصال واقع القرية وحاجتها الماسة لمركز صحي، فكان له ما طلب، وتم افتتاح مركز صحي النزهة الذي لايزال يعمل حتى يومنا هذا، ثم وبعد سنوات تولى السيد محمد عضوب الزبن منصب وزير المواصلات والاتصالات فعاد الحاج سلمان رحمه الله ليطالب بربط القرية بالشبكة الهاتفية وكان له ماطلب، فتم ربط القرية بشبكة الهاتف الأرضي.

كان رحمه الله داهية في القضاء العشائري، وقد استغل هذه الميزة خير استغلال في رأب صدع الخلافات وإصلاح ذات البين، وقد كان أبناء العشيرة يثقون به ويوكلونه لينوب عنهم ويتحدث باسمهم حينما يحتكمون إلى أي قاض عشائري، فمن بين عشرات النزاعات العشائرية نراه كفيلا هنا، ووكيلا عن أحد الأطراف هناك، فقد كان وكيلا لأبناء المرحوم عواد أبو الربع في نزاعهم مع عشيرة العجارمة، وقد كان وكيل العجارمة هو الشيخ المعروف سامي مثقال الفايز، وغيرها الكثير مما لايتسع المجال لذكره هنا. وفي عام 2005م، وبعد عمر عامر بالعطاء والبذل وخدمة أبناء عشيرته انتقل الحاج سلمان رحمه الله إلى جوار ربه تاركاً ارثاً كبيراً من السمعة الحسنة، وحب كل من عايشه من أبناء عشيرته وغيرهم.

(1)       م. صلاح غانم موسى أبو غليون  ، عضو اللجنة الادارية لجمعية مجلس أبو غليون